الطريق الصح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقعة عين جالوت

اذهب الى الأسفل

موقعة عين جالوت Empty موقعة عين جالوت

مُساهمة  Ø¨Ø§Ø³Ù„ الأربعاء يونيو 24, 2009 3:30 am

الزمان / الجمعة 25 رمضان – 658هـ

المكان/ عين جالوت ـ الشام

الموضوع / المسلمون بقيادة سيف الدين قطز ينتصرون على التتار انتصارًا هائلاً مدويًا.





يحلو لأعداء الإسلام أن يروجوا الكثير من الأكاذيب والأباطيل عن الإسلام والمسلمين ومن هذه الأكاذيب التي راجت عند الجهلة أن الإسلام دين تخلف لم ينفع البشرية بشيء وإن المسلمين هم أعداء الإنسانية والبشرية وأنهم سبب كل بلية تحدث في أي بلد من بلدان العالم، وهذه الفرية إنما راجت في هذه العصور لضعف المسلمين وتكاسلهم بالقيام بواجب الدعوة لدين الله، وتعريف الناس حقيقة الإسلام، وأيضًا لفشل المسلمين في تقديم الوجه الحقيقي للإسلام وعوض أمجاد هذا الدين وماذا قدم الإسلام للبشرية في شتى المجالات ؟ وكيف أن الإسلام والمسلمين قد أنقذوا الحضارة الإنسانية والبشرية عدة مرات من الدمار والإبادة وحافظوا على التراث الحضاري للإنسانية وذلك في مواطن كثيرة، وصفحتنا هذه واحدة من المرات التي حفظ الله البشر من دمار شامل وذلك بجنده المسلمين .

عندما انساح التتار كالطوفان الكاسح في بلاد المشرق ظهر للجميع أن هؤلاء القوم لا ينتمون لفصيلة البشر في شئ إلا الشكل فقط وإلا فهم كالوحوش الكاسرة والهمج البرابرة لا يدخلون بلدًا إلا قتلوا أهله ودمروا بنيانه وتركوه قاعًا صفصفًا بعد أن يمحوا كل معالم الوجود الإنساني في هذا البلد، وعندها دخل الرعب في قلوب الناس جميعهم مسلمهم وكافرهم ذلك لأن التتار لم يكونوا يفرقون بين مسلم وغيره فتدمير البشرية والحضارة الإنسانية كانت هدفًا أسمى لهؤلاء المتوحشين البرابرة.

اتجه فيصل من التتار بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان إلى بلاد الإسلام وأخذ هولاكو في تدمير بلاد المسلمين الواحدة تلو الأخرى حتى استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا سنة 656 هـ عندما دخل بغداد وأسقط الخلافة العباسية وقتل في بغداد وحدها مليوني مسلم ومسلمة، وجعلها قاعدة لملكه في بلاد العراق وخراسان لتكون بعد ذلك نقطة إغارة على باقي بلاد المسلمين، وبالفعل أرسل هولاكو قائده الشهير [كتبغاتوني] لمواصلة تدمير باقي بلاد الإسلام خاصة الكبرى منها وكانت أمامه بلاد الشام ثم الديار المصرية .

خرج هولاكو بجيوش جرارة لأخذ بلاد الشام بنفسه ذلك لأنه غضب على الملك الناصر صاحب مدينة دمشق لأنه لم يقبل إليه بنفسه عندما استدعاه بل أرسل له ولده الصغيرة، وأخذ هولاكو في الاستيلاء على مدن الشام واحدة تلو الأخرى، فاستولى على 'ميافارقين' ثم حلب التي قتلوا جميع أهلها وسلم أمير حماة مفاتيحها للتتار، ثم توجه لدمشق فأخذها سريعًا ثم عاد هولاكو لعاصمة التتار لاختيار خان جديد للتتار لوفاة الخان الحالي وترك في الشام قائده 'كتبغاتوني'.

على الطرف الثاني في الديار المصرية كانت الأحوال مضطربة فلقد قتلت شجرة الدر زوجها المعز فقتلها مماليك المعز ونصبوا ولده المنصور الذي صار ملكًا على مصر وهو صغير لم يبلغ الحلم بعد، وكانت الأجواء ملبدة والعدو قريب لذلك فإن الأمير سيف الدين قطز قرر خلع المنصور وتسلط هو مكانه، وكان ذلك الأمر من رحمة الله بالمسلمين كما سنعرف، واعتذر سيف الدين قطز للعلماء خاصة ابن عبد السلام فإن المنصور صغير لا يعرف تدبير الحكم والتتار على الأبواب ولابد من سلطان قادر يقاتل العدو وعندما تسلطن قطز أرسل له الملك الناصر صاحب دمشق يستنجد المصريين على قتال التتار ولكن سرعان ما سقطت دمشق في يد التتار التي استطال فيها النصارى على المسلمين ذلك لأن هولاكو قد استخلف عليها رجلاً معظمًا لدين النصارى مبغضًا للمسلمين فنال المسلمون أذى كثيرًا بسبب ذلك.

كان بين أمراء الشام وأمراء مصر عداوة وبغضاء ذلك لأن أمراء الشام كانوا من الأيوبيين ويرون في مصر امتدادًا طبيعيًا لملكهم ويرون في أمراء مصر مغتصبين لملكهم، فعندما تولى سيف الدين قطز الأمر في مصر قرر الاتحاد مع أمراء الشام فنبذ الخلافات للتفرغ لمواجهة الخطر الداهم .

قرر قطزأخذ زمام المبادرة من التتار وتحرك بجيوشه إلى الشام، ولم ينتظر حتى يأتيه التتار وبالفعل وصل قطز بجنوده للشام، وفوجئ التتار بوصول جيوش المصريين، وكان قائدهم كتبغاتوني شجاعًا مقدامًا فدفعته شجاعته لأن يخوض الحرب ضد المصريين رغم نصيحة الناس له بعدم الدخول في تلك الحرب حتى يطلب إمدادات من هولاكو فأبى كتبغاتوني، إلا أن يناجزه سريعًا واصطدم مع قطز والمصريين في عين جالوت يوم الجمعة 25 رمضان 658 هـ واقتتلوا قتالاً هائلاً عظيمًا وظهرت بطولات نادرة للمسلمين خاصة قائدهم سيف الدين قطز الذي قتل جواده ولم يجد أحد يعطيه فرسًا آخر فظل يقاتل مترجلاً حتى رآه بعض الأمراء فترجل له عن فرسه وحلف على السلطان ليركبنها فامتنع قطز وقال له [ما كنت لأحرم المسلمين من نفعك] ولم يزل كذلك حتى جاءه بفرس فركبها فقال له بعض الأمراء [لو أن بعض الأعداء رآك لقتلك وهلك الإسلام بسببك] فقال قطز: [أما أنا فكنت أروح إلى الجنة وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، وقد قتل فلان وفلان حتى عد خلقًا من الملوك فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضيع الإسلام] ، ولما رأى قطز عصائب التتار قال للأمراء والجيوش الذين معه [لا تقاتلوهم حتى تزول وتفئ الظلال وتهب الرياح ويدعو لنا الخطباء والنسا في صلاتهم] وحدث أثناء القتال أن ضغط التتار على المسلمين حتى كادوا يكسروهم وعندها ألقى قطز خوذته وكشف رأسه ليرى مكانه ونادى بأعلى صوته [وا إسلاماه] فسمعها الجيش كله وحميت نفوس المسلمين وارتفعت المعنويات، واقتتلوا قتالاً رهيبًا لم يسمع بمثله من قبل حتى استطاع الأمير جمال الدين أقوش الشمس قتل أمير التتار [كتبغاتوني] وركب المسلمون أكتاف التتار يقتلونهم في كل موضع حتى أنزل الله عز وجل نصره على المسلمين وكسروا التتار كسرة منكرة قصمت ظهورهم لآجال طويلة .

بعد أن تم النصر للمسلمين في هذه المعركة الرائعة أسر المسلمون بعض أمراء المسلمين الخونة الذين تعاونوا مع التتار ومنهم السعيد بن العزيز بن العادل الأيوبي، وكان أميرًا على بانياس فدخل في حلف التتار، ولبس ملابسهم وناصحهم على المسلمين، فلما ظفر به السلطان قطز أمر بضرب عنقه على الفور ليكون عبرة عظة لكل خائن وموال للكافرين.

ولما قتل أمير التتار [كتبغاتوني] ورآه السلطان قطز مقتولاً خر لله ساجدًا ثم قال: [أنام طيبًا كان هذا سعادة التتار، وبقتله ذهب سعدهم] وهذا ما تم بالفعل فلقد كان هذا اللعين من أدهى قادة التتار وأشدهم نكاية في المسلمين لميله لدين الصليب، وكان هذا اللعين الخبيث قد فتح لمولاه هولاكو من أقصى بلاد العجم إلى الشام ، وكان يعتمد في حروبه ضد المسلمين أشياء لم يسبقه أحد إليها وعانى المسلمون منه كثيرًا منها إذا فتح بلدًا ساق مقاتلة هذا البلد إلى البلد الآخر الذي يليه ويطلب من أهل ذلك البلد أن يؤووا هؤلاء إليهم فإن فعلوا ضاقت عليهم أقواتهم وإن امتنعوا قاتلهم بهم، وكان يسمم آبار المياه للمسلمين فأراح الله المسلمين منه وأخذه أخذ عزيز مقتدر.

طارت أخبار هذا الفتح المبين في أرجاء المعمورة وعمت الأفراح في بلاد المسلمين خاصة مدينة دمشق التي انقضى فيها المسلمون على النصارى الحاقدين الذين استطالوا على المسلمين بعد سقوط المدينة في يد التتار، فلما جاء النصر المبين انقض المسلمون على التتار والصليبيين يقتلونهم وأحرق المسلمون كنيسة مريم التي خرج منها موكب الصليب الذي سيره النصارى ابتهاجًا بسقوط المدينة في يد التتار، وقتل المسلمون وسط الجامع شيخًا رافضيًا كان خائنًا للمسلمين مع التتار مصانعًا لهم على أموال المسلمين، وكما قلنا تلك نهاية كل خائن لدين الإسلام.

باسل

عدد المساهمات : 22
نقاط : 66
تاريخ التسجيل : 06/06/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى